زيادة الأمراض الجلدية والالتهابات النسائية بسبب الفيضانات في "بلوشستان إيران"
زيادة الأمراض الجلدية والالتهابات النسائية بسبب الفيضانات في "بلوشستان إيران"
تسبب تلوث المياه التي يستهلكها المواطنون في محافظة بلوشستان الإيرانية، في ارتفاع نسبة الأمراض الجلدية والالتهابات النسائية، وفق صحيفة "شرق" الإيرانية.
يأتي ذلك بعد مرور 3 أسابيع على الفيضانات التي شهدتها محافظة بلوشستان بإيران.
وتناولت الصحيفة الإيرانية، في تقرير بعنوان: "تفشي أمراض النساء بسبب فيضانات بلوشستان"، مشاكل ضحايا الفيضانات، وأعلنت تفاقم تلوث المياه في هذه المحافظة.
وأشار التقرير إلى أن مياه الصرف الصحي تختلط بمياه الشرب، ولا خيار أمام الناس سوى استخدامها، وأكد أن هناك زيادة كبيرة في الأمراض الجلدية والالتهابات النسائية في هذه الأسابيع القليلة.
وأوضحت الصحيفة أن معظم النساء المتضررات من الفيضانات يعانين التهابات المسالك البولية والأمراض الفطرية، كما يعاني الكثير من الأطفال والبالغين تقرحات جلدية.
وأكد الرئيس السابق لجمعية أطباء النساء أعظم السادات موسوي، أنه في هذه الحالة يجب تقديم مساعدات خاصة لضحايا الفيضانات، مثل توزيع الفوط الطبية والملابس الداخلية الصحية والأدوية المضادة للفطريات.
فيما وصف عضو البرلمان الإيراني عن مدينة تشابهار، معين الدين سعيدي، في مقابلة مع موقع "ديده بان إيران"، حجب الحسابات المصرفية للأفراد والمؤسسات، التي جمعت المساعدات لضحايا الفيضانات، بأنه غير مبرر، وقال إن هذه القضية لن ترسل رسالة جيدة للشعب بحسب "إيران إنترناشيونال".
وقال سعيدي: "يأتي الأصدقاء ويقدمون التونة والفاصوليا المعلبة للمواطنين في بلوشستان، لكن من الضروري أن تأتي الحكومة وتفعل شيئًا مجديًا في مجال البنية التحتية"، في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بالطرق، والتي بلغت تكلفتها 2200 مليار تومان، والأضرار التي أصابت القطاع الزراعي، التي بلغت 1000 مليار تومان بعد الفيضانات.
وردًا على سؤال عما إذا كان تم فرض رقابة على أخبار الفيضانات في بلوشستان بسبب الانتخابات، قال إنه يشكو جميع وسائل الإعلام، خاصة وسائل الإعلام الحكومية.. مضيفًا: "أعتقد أن مسألة الانتخابات طغت في الأيام الأولى للفيضانات في جنوب بلوشستان، ورأينا احتجاج المواطنين هناك على جلب صناديق الاقتراع عن طريق القوارب، في بعض الأحيان، لكن لم يتم تقديم الخدمات اللازمة والضرورية في الوقت المحدد".
وكانت نقابة المعلمين الإيرانيين، قد أعلنت، يوم الأربعاء 13 مارس الجاري، حجب الحسابات الثلاثة، التابعة للنقابة لمساعدة ضحايا فيضانات بلوشستان وقالت: "على الرغم من إمكانية إيداع أموال في هذه الحسابات، فإنه لا يمكن لأصحابها سحب أموالهم".
وقالت حملة "النشطاء البلوش"، في تقرير بعنوان: "النظام الإيراني يحظر إرسال المساعدات"، إن النظام قام أيضًا بحجب أرقام الحسابات المصرفية للمانحين، والمؤسسات والأفراد الموثوق بهم، بما في ذلك نقابة المعلمين الإيرانيين، الذين شاركوا في جمع المساعدات النقدية، بالإضافة إلى أنه لم يقدم المساعدات لضحايا الفيضانات.
وبدأت الفيضانات في محافظة بلوشستان، في 25 فبراير الماضي، وأصيب خلالها أكثر من 10 آلاف شخص، وتسببت في وقوع العديد من الأضرار.
ووقعت الأضرار الجسيمة في مدن: تشابهار، ونيكشهر، وزراباد، وراسك، وسرباز، وفنوج، ودشتياري، وسيب، وسوران ومهرستان، وقصررقند، وكنارك.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".